إحسان والملتقى القطري للمؤلفين ينظمان جلسات "حياة جديدة"
أقام مركز تمكين ورعاية كبار السن "احسان" بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين جلسة جديدة من جلسات ما فوق الستين بعنوان "حياة جديدة " استضاف خلالها كل من الكاتب الأستاذ عبد العزيز الشيخ و الكاتبة و المستشارة النفسية و الأكاديمية الدكتورة أمينة الهيل، و ناقشت الجلسة التي أدارها مدير البرامج بالملتقى الأستاذ صالح غريب و تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و قناة يوتيوب طرق الاستعداد لمرحلة التقاعد و سن ما بعد الستين و كيفية الاستفادة من سنوات الخبرة المتراكمة و مواصلة العطاء و المساهمة في مختلف مجالات الحياة. وقال الأستاذ غريب إن توقف النشاط في المجال الحكومي والإحالة على التقاعد لا يعني توقف عطاء الشخص، بل يمكن أن يكون نقطة انطلاق للعطاء والإبداع في عدة مجالات من بينها مجال الكتابة أنه شخصيا استثمر أوقات الفراغ بعد تقاعده لقضاء وقت اطول مع أسرته وأحفاده. و أكدت الدكتورة الهيل أهمية الاستعداد لمرحلة ما فوق الستين منذ الشباب و بشكل متواصل من خلال التغذية و الاهتمام بالصحة و المحافظة على أعضاء الجسم و ممارسة الرياضة و عدم استنزاف الصحة ،هذا بالإضافة إلى الاستعداد النفسي و الاجتماعي وحتى المعيشي فلا بد من تهيئة البيت منذ المرحلة الأولى من بناءه ليكون مناسبا للشخص المتقدم في السن وًيكون مريحا ، مشيرة إلى ارتفاع الوعي باحتياجات كبار السن في المجتمع القطري حيث ان استثمار الامكانيات و التكنولوجيا الحديثة لتسهيل حياة الشخص المسن داخل منزله، و شددت على ضرورة الاستعداد و التأهيل النفسي لمرحلة التقاعد بالنسبة للعاملين في القطاع الحكومي، و اقترحت مجموعة من الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها المتقاعد مثل الكتابة و الرسم او انشاء مشروع استثماري. و أضافت أن فترة ما بعد الستين تكون فترة من الاستقرار بعد ان يؤسس الشخص عائلة كبيرة و يزوج أبناءه و تكون العائلة محيطة به و هذا من مميزات المجتمعات العربية المسلمة التي مازالت تحافظ على الترابط و التماسك الأسري و هو ما تمليه علينا تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف من احترام لكبير السن و العمل على إرضاء الوالدين و هو ما يتم غرسه في الأبناء منذ الصغر من خلال المناهج في مختلف المراحل التعليمية، و دعت إلى وضع برامج و خطط مستقبلية تتلاءم مع نوعية المنخرطين في مركز إحسان و تخدم المرحلة حيث أن المسنين اليوم اصبحوا على درجة عالية من الثقافة و المعرفة و الاطلاع والاستخدام للتكنولوجيا وتحفيزهم على مواصلة العطاء ليقطف الأجيال القادمة ثمار ما يزرعون، و نوهت بضرورة ادماج كبار السن في كافة مجالات الحياة و عدم تهميشهم و استثمار خبراتهم لأن كبير السن قادر على العطاء. وأوضحت ان الفرق بين وضع كبير السن قديما وفي وقتنا الحالي حيث إنه في الماضي لم يكن هناك اهتمام بالناحية الصحية في حين أن الآن هناك اهتمام أكبر بالصحة والتغذية والرياضة سواء من الدولة أو الأفراد، كما أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بكبار السن. وأضافت أنها تعتبر التقاعد فرصة للآخرين وللشباب المتخرجين من جامعات كبرى ليحصلوا على فرصتهم في العمل وليسهموا في خدمة وطنهم بأفكار جديدة وابداعية أكثر ملائمة لمتطلبات العصر. من جهته أكد الأستاذ عبد العزيز الشيخ أن هناك تغيرات كبرى على وضع كبير السن داخل العائلة و أصبح هناك تعديل في شكل البيت و المجلس ليكون أكثر ملائمة لكبار السن، مشيرا أن العمر مجرد رقم و أن الحياة شبيهة بالقطار و كل محطة مختلفة و أن الشخص يجب أن يتكيف مع التغيرات التي يشهدها جسده سواء صحية أو نفسية، و دعا إلى التحلي بالإيجابية و التفاؤل و الابتعاد عن التفكير المفرط لاسيما في الأشياء التي لا تؤثر على حياتنا بشكل مباشر والاستمتاع بالحياة و اللحظات الجميلة مع العائلة و الأصدقاء و تقبل كافة المحطات و المراحل العمرية و الأمر نفسه ينطبق على تقبل التقاعد و استثمار فترة الفراغ لتحقيق الطموحات و المشاريع المؤجلة و ممارسة الهوايات و صلة الرحم، و دعا إلى الاعتراف بجهود الأجيال السابقة في ارساء أسس الدولة وضمان سبل العيش الكريم للأجيال الحالية رغم الظروف الصعبة و الأعمال الشاقة و حرارة الطقس ، و غرس البذور الأولى للنهضة التي تعيشها البلاد. كما كان لهم فضل كبير على أبناء جيله حيث نقلوا لهم المعارف وقاموا بتوجيههم وتعليمهم ، مؤكدا أن الجيل الحالي امام مسؤولية كبيرة لحماية الارث وتسليم المشعل للجيل الجديد منوها إلى أن المجتمع القطري هو مجتمع شبابي يقوده أمير شاب. و قال الأستاذ خالد عبد الله القائم بأعمال ومهام المدير التنفيذي للمركز إن الملتقيات و الندوات جعلت القائمين على المركز أكثر قربا من المجتمع و فهما لاحتياجات كبير السن و أعلن عن اعتزام المركز إقامة ندوات تخصصية في المستقبل بمشاركة خبراء متخصصين في كل فئة من الفئات، وأكد أن المركز سبق أن وجه دعوة لتشكيل رابطة لكبار السن لإقامة برامج تلامسهم و خلال مداخلة لها أشادت الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة و مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين بالمبادرات المميزة لمركز إحسان و أكدت أن الشخص الستيني قادر على العطاء في كافة المجالات و ليس فقط المجال الثقافي، و إن مبادرة فوق الستين استعرضت نماذج من الكتاب و المثقفين الذين واصلوا عطائهم بعد التقاعد و دعت إلى توسيع المبادرة لتشمل مختلف القطاعات و تسلط الضوء على إسهامات كبار السن و المتقاعدين في كافة القطاعات في الدولة ليكون هؤلاء الأشخاص نموذج يقتدى به للشباب. وأشارت أن التقاعد فرصة للتركيز أكثر على مجال الكتابة واستشهدت ببعض الكتاب القطريين الذين ضاعفوا انتاجهم الأدبي والفكري بعد التقاعد.