تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
abstract

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن.. "حقوق الإنسان" و "إحسان" ينظمان حلقة نقاشية

اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن

نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" بالشراكة مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حلقة نقاشية بعنوان "حماية كبار السن، مسؤوليات وأدوات" وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن والتي تحتفل بها منظمة الأمم المتحدة لعام 2022 تحت شعار "محاربة إساءة معاملة كبار السن". وتأتي الحلقة النقاشية بهدف تعريف المجتمع بأشكال إساءة معاملة كبار السن، والآثار النفسية والاجتماعية لكبار السن المترتبة على الإساءة لهم، وحمايتهم وضمان تعزيز دورهم في المجتمع وإتاحة الفرصة لتعزيز فهم أفضل لإساءة معاملة كبار السن وإهمالهم من خلال زيادة الوعي بالعمليات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي تؤدي إلى سوء معاملة كبار السن وإهمالهم ، إلى جانب لفت نظر المنظمات والمجتمعات المحلية والأفراد للاهتمام بكبار السن والعمل على رفع مستوى الوعي بالإساءة والإهمال واستغلال كبار السن وتوضيح دور مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وبخاصة مؤسسات الخدمات الاجتماعية في التعامل مع مشكلة إساءة معاملة كبار السن والعمل على الحد منها فضلا عن تقديم مقترحات وتوصيات التي من شأنها حماية كبار السن من الإساءة وحفظ كرامتهم وصيانة حقوقهم. وحضر الفعالية عدد كبير الجهات ذات الصلة المباشرة المعنية بحماية حقوق كبار السن والجهات المعنية بتقديم خدمات لكبار السن من وزارات ومؤسسات حكومية وغير حكومي والجامعات والهيئات والمراكز المعنية بكبار السن، وأعضاء من الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة المعنية بحماية حقوق الانسان وكبار السن في دولة قطر، وعدد من كبار السن انفسهم وممثلين عنهم، وقد اثنوا على الأوراق التي تم تقديمها وعلى حسن الاستقبال والضيافة من قبل اسرة إحسان ومن اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ووصفوا الحقلة بالناجحة ومثمرة . وقال سعادة الدكتور / محمد بن سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كلمته الافتتاحية: إنّ التوعية بحقوق كبار السن هي أحد المداخل الرئيسية التي تُمكّن الإنسان من الارتقاء بواقعه نحو الأفضل وفقاً لما ترتضيه القيم الإنسانية النبيلة. وتأتي أهمية اعتماد هذا اليوم من كونه يمثل اعترافاً عالمياً بحاجة كبار السن إلى الحماية من إساءة المعاملة ومعارضة الانتهاكات والاساءات التي تلحق بهم، فضلاً عن ضرورة تطوير الاستجابات العالمية والوطنية للقضاء على هذه المشكلة التي تتوقع الاحصاءات الدولية أن تتفاقم خلال السنوات القادمة مع زيادة نسبة تشيخ سكان العالم، وأضاف: إن هذه الندوة بالشراكة مع مركز احسان تعتبر احدى ثمرات مذكرة التفاهم التي وقعتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مع المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي. منوهاً إلى أنَّ حماية حقوق الإنسان عامة وحقوق كبار السن خاصة، هي من جوهر الثقافة العربية الاسلامية، وليس مفهوماً غريباً علينا أو مستورداً. وقال الكواري: إنَّنا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان نثمّن وندعم أي توجه دولي من شأنه احترام وحماية حقوق الإنسان لكبار السن، وقد ساهمنا من خلال التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في المشاركة بالجهود الدولية المتعلقة بإقرار اتفاقية دولية ملزمة خاصة باحترام وحماية حقوق كبار السن مع تضمينها آلية خبراء مستقلين لفحص تقارير الدول حول مدى امتثال تشريعاتها وسياساتها وممارساتها لأحكام هذه الاتفاقية، إضافة إلى تمكين كبار السن من تقديم الشكاوى إلى هذه الآلية كما هو حال معاهدات حقوق الإنسان الدولية الأخرى. في سياق تعزيز العمل المشترك التوعوي والتثقيفي في مجال حقوق الإنسان. وقال: في هذا المجال أسجل بالتقدير جهود مركز تمكين ورعاية كبار السن احسان وأدعوه إلى تعزيز وتوثيق صلات التعاون المشترك مع اللجنة الوطنية في مجال تعزيز وحماية حقوق كبار السن من منظور حقوق الإنسان. وختم قائلا: إننا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، نأمل أن تخلص حلقتنا النقاشية، إلى جملة من الممارسات الفضلى التي نتطلع إلى أن تصبح جزءاً من المنظومة القانونية في دولة قطر، اضافة إلى أن تكون جزء اً من السياسات والخطط وبرامج العمل لمختلف الجهات المعنية. وتلتها كلمة سعادة الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي سعادة السيد أحمد بن محمد الكواري التي قال فيها: كان لدولة قطر إدراكها المبكر لمشكله اساءة معاملة كبار السن، وحرصت الدولة على تجنبها ووضع وسائل الوقاية منها، حيث أكدت منظومة التشريعات القطرية، وفي مقدمتها الدستور، على أهمية حماية حقوق كبار السن بشكل عام، وحماية حقوق الضمان الاجتماعي والسكن والعمل والحماية القانونية والاجتماعية بشكل خاص لهم. كما اتخذت الدولة في هذا المجال التدابير التي من شأنها تطبيق وإقرار الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الانسان لهذه الشريحة، لضمان تعزيز دورهم في المجتمع، وذلك وفقا لمفهوم التمكين القائم على نهج الحقوق والقانون، وليس على المفهوم التقليدي للرعاية الاجتماعية. وفي ضوء الوعي التام للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي بمشكلة الاساءة لكبار السن فإننا نواصل سنوياً مشاركة العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن، حيث تأتي هذه المشاركة اتساقاً مع رسالة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، ووفقاً لاستراتيجية مركز "إحسان" التي تهدف إلى تمكين كبار السن في دولة قطر، وتوفير الخدمات اللازمة لرعايتهم، ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع بحقوق كبار السن واحتياجاتهم الأساسية. ولا شك أن جميع ما يقدمه مركز إحسان وما سوف يقدمه من فعاليات توعوية لرفع وعي المجتمع بأهمية تمكين كبار السن ودعم مشاركتهم النشطة في مختلف المجالات يأتي إيمانًا من المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي ومركز إحسان بأهمية مشاركتهم الفعالة، وحقهم الأصيل في المساهمة في عملية التنمية الوطنية في مختلف المجالات أسوة بباقي أفراد المجتمع. وخلال الحلقة النقاشية السيدة / مشيرة حمد الشهواني مدير إدارة الرعاية المنزلية بمركز احسان ورقة عمل بعنوان التعريف بإساءة معاملة كبار السن و اثآره، وتناولت تعريف الإساءة وانواعها والآثار الناتجة عنها، وناقشت المسؤوليات والادوار لحماية كبار السن من الإساءة وأشارت الى دور مركز احسان في مجال التوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن كما قدمت مقترحات لحماية كبار السن من الإساءة والعنف ، وختمت بالتوصيات وحث الجهات المختصة على توعية أفراد المجتمع خاصة فئة كبار السن على التبليغ عن حالات الاساءة ومتابعة الحالات المشتبهة و التطبيق الفعلي للأنظمة التي تجرم العنف ضد كبار السن وتشديد العقوبات على المسيئين، و تجريم جميع أفعال العنف المعنوي والجسدي، وسن العقوبات عليها. من جهته قدم السيد/ ناصر مرزوق السلطان مدير إدارة الشؤون القانونية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ورقة عمل بعنوان أفضل الممارسات على المستوى الدولي لرفع مستوى الوعي للحد من الإساءة لكبار السن وقال: ينبغي القول أنَّه لا يوجد صك قانوني دولي شامل ومتكامل لتعزيز وحماية حقوق كبار السن وكرامتهم كما هو الحال مع الفئات الهشة الأخرى الأكثر عرضة للاستضعاف، مثل: الأشخاص ذوي الإعاقة، والمرأة، والأطفال، والعمال المهاجرين. فهؤلاء جميعا يتمتعون بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان المعنية بهم بالحماية من مختلف أشكال العنف والإساءة والتمييز والاقصاء، موضحاً محاولات الأمم المتحدة لتدارك هذه المسألة وتعزيز حماية حقوق الإنسان لكبار السن منذ عام 2010، فقد انشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك الفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالشيخوخة؛ بهدف حماية حقوق الانسان لكبار السن، ثم قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 أن ينظر الفريق في إطار ولايته في مقترحات وضع صك قانوني دولي لتعزيز وحماية حقوق كبار السن وكرامتهم وتناولت ورقة اللجنة الوطنية لحقوق الانسان الممارسات الدولية الفضلى في مجال منع إساءة معاملة كبار السن ودور اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في تعزيز وحماية حقوق كبار السن من خلال قرار مجلس الوزراء رقم (29) لسنة 2019 بإنشاء اللجنة الوطنية المعنية بشئون المرأة والطفل وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، والذي كان من أهدافه تعزيز وحماية كبار السن ورصد أوضاعهم، ودراســــــــة الــتــشــريــعــات المتعلقة بهم، واقــــتــــراح تــعــديــلــهــا بما يتــوافــق مـع الاتفاقيات الدولية. فيما قدمت السيدة/ هدى المناعي خبير دراسات كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة بإدارة شؤون الاسرة ورقة عمل بعنوان "الخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة" وتناولت الخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة لكبار السن والمتمثلة في إدارة شؤون الاسرة وتقديم الورش والمحاضرات والبرامج التدريبية والتوعوية لجميع فئات المجتمع و التعاون مع الجهات الحكومية وغير حكومية ذات العلاقة في طرح الدورات التدريبة وورش العمل التي تخدم كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والاحتفال بالأيام العالمية والدولية الخاصة بكبار السن وخدمات إدارة الضمان الاجتماعي من خلال القانون رقم (38) لسنة 1995 بشأن الضمان الاجتماعي والذي ينص على مساعدة الضمان الاجتماعي بتقديم (معاش) للمسن الذي تشمل اسرته معدل الصرف حيث تتيح هذه الخدمة للمسن الذي تجاوز الستين من عمره وليس له عائل مقتدر او مصدر دخل كاف للعيش وكما يوفر الضمان الاجتماعي لكبار السن مساعدة مالية وبدل خادم والاعفاءات من الرسوم وتوفير بعض الاحتياجات وتناولت الورقة شرحا وافيا عن قانون الإسكان الخاص بالمساكن الشعبية لتوفير المسكن على نفقة الدولة للعجزة وكبار السن من الذين يتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها من القانون . من جانبه اعرب السيد خالد عبدالله القائم بمهام المدير التنفيذي لمركز احسان عن سعادته بنجاح هذه الفعالية وقال :يعتبر هذا اليوم فرصة طيبة، ليعبر فيه العالم بأسره عن معارضته للانتهاكات والمعاناة التي يمكن أن تلحق بكبار السن، كما أنه مناسبة لتوحيد جهودنا، لنتحاور ونتناقش حول أهم القضايا والحقوق المتعلقة بكبار السن، لرفع الوعي المجتمعي بأهمية إيجاد الحلول، لوقف ما يتعرض له كبار السن من سوء معاملة على مستوى العالم، خاصة وأنها تعتبر قضية اجتماعية عالمية تؤثر على صحة وحقوق عدد كبير من كبار السن حول العالم، وهذا ما يجعلها قضية تستحق اهتمام المجتمع الدولي بأسره. وختم كلمته بالدعاء بالتوفيق والسداد للجميع للقيام بالواجب الديني والإنساني والوظيفي تجاه هذه الفئة العزيزة على الجميع، ودعا أن يقدرنا الله عزوجل على تمكين كبار السن من حقوقهم الشرعية والمجتمعية في الحياة الكريمة التي يستحقونها منا في ظل النهضة الشاملة لبلدنا الغالي.